المسلمون والعالم

كوسوفا .... عبر التاريخ

قال تعالى : إنَّ اللهَ اشتَرَى مِنَ المُؤمِنِينَ أنفُسَهُم وَأموَالهُم بِأنَ لهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ في سَبيلِ اللهِ فَيَقتُلُونَ ويُقتَلُونَ وَعداً عَلَيهِ حَقاً في التَورَاةِ والإنجِيلِ وَالقُرآنِ وَمَن أوفَى بِعَهدِهِ مِنَ اللهِ فَاستَبشِرُوا بِبَيعِكُمُ الذِي بَايَعتُم بِهِ وَذَلكَ هُوَ الفَوزُ العَظِيمُ). التوبة 111) .

قضية كوسوفا من قضايا المسلمين المنسية، وهي جرح دائم ينزف دماً منذ أفول شمس الخلافة الإسلامية عن البلقان، وقد تصاعدت مأساتها في الفترة الأخيرة، الذي جعلنا نلقي الضوء عليها، حتى يتعرف المسلمون على كوسوفا المسلمة، وأحوال إخوانهم المسلمين فيها.

تقع كوسوفا في البلقان محاصرة من الشمال والشمال الشرقي "بصربيا" ويحدها من الجنوب مقدونيا وألبانيا، ومن الغرب الجبل الأسود، وتبلغ مساحتها 10.887 كيلومتراً مربعا.

وعدد سكانها :ثلاثة ملايين نسمة - 90% "ألبـــان" و4% "صرب" و3% "أتراك" و2% "بشناق" و1% "قوميات أخرى" - وتبـلغ نسبة المسلمين : حوالي 95%.

دخل الإسلام إلى كوسوفا في عام 1389م، إبَّان المواجهة الحاسمة بين العثمانيين والصرب ، في المعركة التي اشتهرت باسم "قوصوه" أو "كوسوفا" وقد هُزم الصرب في تلك المعركة، وقتل فيها ملكهم بعد هزيمة جيشه.

بداية الصراع
مؤامرة جديدة
كوسوفا مرة ثانية
إستفتاء
الجرائم الصربية
هدف الجرائم الصربية
حملة إغاثة شعب كوسوفو

بداية الصراع

تعود جذور الصراع بين الصرب والمسلمين في كوسوفا منذ هزيمة الصرب على أيدي المسلمين.

ومنذ ذلك اليوم عمل الصرب على إنهاء الوجود الإسلامي في البلقان، وقادوا تحالفا مع بلغاريا والجبل الأسود واليونان لطرد الدولة العثمانية من البلقان، للانفراد بالمسلمين هناك.

- واشتدت المؤامرات على الدولة العثمانية من الخارج، وتمكنت صربيا من قيادة التمرد ضد الدولة في الداخل - في منطقة البلقان - واستطاعت أن تستقل أخيرا عن الدولة العثمانية.

وأثناء الحرب البلقانية العثمانية سنة 1912م، أعلن الألبان استقلالهم، وكان هذا أكبر خطأ ارتكبه الألبان - رغم أنهم آخر الشعوب التي خرجت على الدولة الإسلامية العثمانية - ومنذ ذلك الوقت بدأت مرحلة تصفية الحساب مع الدولة العثمانية، حيث أعلن "الصليبيون" في البلقان حربهم ضد الإسلام والشعوب المسلمة هناك.

- وفي مؤتمر عقدته الدول الغربية المنتصرة في لندن عام 1912م، تم توزيع أجزاء من أراضي بلاد الألبان على المنتصرين. وبعد أن كانت مساحة ألبانيا حوالي 70 ألف كيلومتر مربع، فإنها بعد اقتسام الغنيمة تقلصت إلى حوالي 29 ألف كيلو متر مربع فقط.

* وكانت كوسوفا من نصيب المملكة الصربية آنذاك، ومن يومها بدأت المذابح الجماعية للمسلمين في البلقان عموماً، وفي البوسنة و كوسوفا خصوصاً وتقول إحدى الإحصائيات بأن عدد قتلى المسلمين في كوسوفا وحدها قريب من ربع مليون نسمة، هذا غير المهاجرين من ديارهم فراراً بدينهم وهم عشرات الألوف

مؤامرة جديدة

* وبدأت مؤامرة جديدة بين تركيا العلمانية بقيادة مصطفى كمال أتاتورك وحكومة يوغسلافيا بإفراغ البلاد من المسلمين، من خلال تهجير أعداد كبيرة منهم.

وبالفعل تم التوقيع على اتفاقية في عام 1938، تقضي بتهجير 400 ألف عائلة ألبانية مسلمة إلى تركيا.

* وخلال الحرب العالمية الثانية ظل قادة ما يسمى بحركة التحرير الشعبية ليوغسلافيا وهي حركة قومية ماركسية) يتوددون إلى الشعب الألباني المسلم في كوسوفا لإقناعهم بأن من حقهم الاستقلال عن المملكة الصربية، وأنهم في حال تسلمهم مقاليد الحكم في البلاد سيعيدون هذا الحق المغتصب للمسلمين في كوسوفا.

* وبعد أن اعتلى الماركسيون الشيوعيون الحكم في البلاد قاموا بحملة إبادة واسعة للشعوب الإسلامية المنكوبة التي سيطروا عليها، وأرسلوا وحدات من الجيش لاحتلال كوسوفا الأمر الذي فوجئ به الألبان، وظلوا يقاومون الجيش طيلة ثلاثة أشهر - من شهر ديسمبر 1944م إلى فبراير 1945 م - وقد سقط في هذه المعارك قرابة 50 ألف شهيد من الشعب الألباني المسلم.


* في عام 1945 م قررت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي تقسيم الأراضي الألبانية المحتلة بين ثلاث جمهوريات - هي صربيا، ومقدونيا، والجبل الأسود ومن ثم فقد الحق إقليم كوسوفا بصربيا، وسلمت بعض الأراضي الألبانية ومن عليها من سكان "ألبان" إلى جمهوريتي مقدونيا والجبل الأسود، الأمر الذي شتت العديد من أفراد الأسرة الواحدة بين هذه الدول.

وقد نص الدستور اليوغسلافي الذي صدر سنة 1946 م، على "تبعية كوسوفا لصربيا" كإقليم يتمتع بحكم ذاتي، وظل يتقلص تدريجيا إلى أن ألغي بالكامل في دستور سنة 1963 م.

وبصدور دستور سنة 1974م تم تثبيت الحكم الذاتي، وتوسيع نطاقه، إذ أصبحت كوسوفا بموجبه وحدة فيدرالية واحدة متساوية مع بقية الوحدات الفيدرالية الأخرى في البلاد، وهو ما انطبق على البوسنة أيضاً.

كوسوفا مرة ثانية

الأمر الذي رفضه المسلمون فقاموا سنة 1981م بثورة شعبية على مستوى كوسوفا كلها، يطالبون فيها باستقلال كوسوفا عن صربيا ومنحها حكم ذاتيا الجمهورية في إطار يوغسلافيا الفيدرالية الشيء الذي جعل السلطات الصربية تأمر القيادات العسكرية بقمع انتفاضة الشعب المسلم، حيث نزل الجيش المدجج بأفتك أنواع الدبابات، والأسلحة الحديثة التي راحت تحصد المسلمين هنا وهناك.

وقدر عدد قتلى المسلمين في اليوم الأول بحوالي 300 قتيل، هذا فضلا عن هدم البيوت، وتدمير المنشات الخدمية، وانتهاك حرمة المساجد والمدارس الدينية، وهتك أعراض الحرائر من أخواتنا المسلمات.

ومع كل هذا القمع الشديد استمر المسلمون في المطالبة بحقوقهم إلى بداية انهيار الشيوعية، التي آذنت بتفكك الاتحاد اليوغسلافي، وراحت كل جمهورية من جمهورياته تأخذ طريقها نحو الاستقلال التام عن يوغسلافيا الفيدرالية، فتوقع المسلمون أن أفول الظلام الماركسي، وظهور نظام جديد في أوروبا الشرقية سوف يسمح بالحريات لشعوب المنطقة، ويعطيها الحق في تقرير مصيرها.

وقد امتد هذا حتى شمل جمهوريات يوغسلافيا، فأعلنت البوسنة استقلالها بعد سلوفينينا (وكرواتيا) وهنا قامت قيامة أعداء الله، فأعلنوا الحرب على الإسلام والمسلمين، وصرحوا على الملأ " بأنهم لن يسمحوا بقيام دولة إسلامية في أوروبا" ثم حدث بعد ذلك ما حدث من الجرائم الوحشية والمذابح الجماعية التي ارتكبت في حق هذا الشعب المسلم، والتي شهدها العالم بأسره، ولم يحرك لها ساكناً !! .

إستفتاء

وكان أن أجرى المسلمون الألبان في كوسوفا استفتاء عاماً فيما بينهم بعد تفكك الاتحاد اليوغسلافي.

* في سبتمبر 1991م، أسفر عن انحياز الأغلبية المطلقة- للاستقلال، وتطور الأمر إلى انتخاب مجلس نيابي، وتشكيل حكومة، وتنصيب رئيس لجمهوريتهم المستقلة هو الدكتور إبراهيم روغوفا، ولكن الحكومة الصربية تجاهلت كل هذه الإجراءات، واعتبرتها كأن لم تكن، بل بدأت بمرحلة جديدة من الاعتقالات والتعذيب، والاضطهاد فاقت سابقتها، وفي هذا الصدد ارتكب الصرب جرائم كبيرة ضد هذا الشعب المسلم، ولا يزالون يواصلون جرائمهم واعتداءاتهم على إخواننا المسلمين، في ظل صمت مطبق من العالم الإسلامي!!

وظل الصرب يمارسون إجراءاتهم القمعية ضد المسلمين في كوسوفا طوال الفترة الماضية، ولم يكن أمام الشعب المسلم خيار إلا المقاومة والانتفاضة أمام التجاوزات والتضييق، وسياسة الإفقار والتجهيل الممارسة ضده من طرف الصرب المهيمنين على مقاليد البلاد.

الجرائم الصربية

وقد بدأت هذه الجرائم الصربية التصفيات الجسدية، وتدمير المساجد، والمنازل،

(واغتصاب المسلمات) بدأت هذه الجرائم تتوالى على المسلمين :

* فتم إبعاد اللغة الألبانية عن كل تعامل رسمي، ومُنعت منعاً باتا في المدارس

والجامعات.

وطرد كل ألباني مسلم من وظيفته العمومية والمراكز الحساسة كالأمن والجيش، وقتل أكثر من 100 جندي مسلم خلال خدمتهم العسكرية في الجيش اليوغسلافي الصربي) وجرح أكثر من 600 في حالات اعتداءات متكررة استهدفت طرد المسلمين من الجيش لمنع المقاومة المسلحة ضد الصرب.

* قامت السلطات الصربية في سنة 1990 بوضع السم القاتل (في خزانات مياه المدارس بمدن كوسوفا، فتسمم منها أكثر من سبعة آلاف طفل من أطفال المسلمين، وكانت الحادثة من أبشع الجرائم التي ارتكبها الحقد الصليبي الصربي) ضد أطفال المسلمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

* أغلقت القوات الصربية جميع المدارس الابتدائية والثانوية الألبانية، وأتبعتها بجامعة بريشتينا الألبانية، وقامت بطرد جميع طلابها.

* أغلقت المكتبات المركزية في جميع مناطق كوسوفا، وصادرت الكتب العلمية النادرة، ونقلتها بواسطة الشاحنات العسكرية إلى مصانع الورق، لإعادة تصنيعها ورقا عاديا!!.

* ولا يزال القوم يواصلون اعتداءاتهم وجرائمهم البشعة ضد الشعب المسلم في كوسوفا، ولعل أبشعها المذبحة الأخيرة التي حدثت في أيام شهر رمضان الماضي 1419هـ في قرية (راتشاك) والتي قتل فيها أهل القرية جميعا.


* وقد اتجه الشعب الألباني المسلم في كوسوفا إلى العمل المسلح للدفاع عن هويتهم، فتم إنشاء جيش تحرير كوسوفا، وهو جيش عسكري يجمع الوطنيين القوميين من أبناء الإقليم، وهو ليس وحده الذي يعمل في ساحة المقاومة، بل هناك حركة الجهاد الإسلامي، وهي حركة إسلامية نشطة أسسها مجموعة من الشباب المسلم الذي تخرج من الجامعات الإسلامية، وشارك بعضهم في الجهاد المسلح ضد الصرب في البوسنة وهم - إلى جانب القيام بأعباء المقاومة المسلحة - يقومون بنشاط دعوي وتربوي وتعليمي واسع للحفاظ على هوية الشعب المسلم، وإعداد الشباب المسلم إعدادا متكاملا للمشاركة في مقاومة العدوان الصربي الصليبي على بلادهم، وهذه المجموعة المجاهدة تنطلق في جهادها ودعوتها وتعليمها من منهج السنة الصافي، وهم يواجهون تعتيما إعلاميا متعمدا، ويحتاجون إلى دعم إخوانهم المسلمين في كل مكان. فهل يستجيب المسلمون؟

هدف الجرائم الصربية

* ولا يخفى على أحد ما يحدث الآن من مجازر تهدف إلى تفريغ كوسوفا من أهلها، وذلك بعد تدخل ما يسمى بحلف (الناتو) والذي يتحرك وفق مصالحه بالدرجة الأولى، حيث عمد الصرب - متذرعين برد عدوان (الناتو)) - إلى إبادة كل من يعرف أنه مسلم، حتى خلت كوسوفا من أهلها؛ ليعانوا من التشرد عبر ممرات غطاها الجليد، ويصيروا لاجئين بين مقدونيا وألبانيا وألمانيا وتركيا وإسرائيل وغيرها.. وباتت كوسوفا بدون أهلها أسيرة في أيدي الصليبيين الصرب.. فأين أنتم يا مسلمون؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍!!!!

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(رباط يوم في سبيل الله خيرْ من الدنيا وما عليها، وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها، والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خيرْ من الدنيا وما عليها) رواه البخاري.

كيف نساعد اخواننا في كوسوفا

لجان إغاثة مسلمي كوسوفا

المملكة العربية السعودية


لجنة الإغاثة الإسلامية العالمية لرابطة العالم الإسلامي
جميع فروع شركة الراجحي
حساب رقم (22) للزكـاة.
حساب رقم (33) للتبرعات العامة.
هاتف / 0096614932200
الإمارات العربية المتحدة

هيئة الأعمال الخيرية بدولة الإمارات
جميع فروع بنك دبي الإسلامي
حساب رقم (4836561)
دبي / ص.ب (4788)
هاتف
009717362655
009714626444
009714699533
009716662121
009716427636
009716422115
دولة الكويت

اللجنة الكويتية المشتركة للإغاثة
بيت التمويل الكويتي
حساب رقم (36583/5)
الكويت

قطر

مصرف قطر الإسلامي : 118780
بنك قطر الدولي الإسلامي :408408287

العودة للصفحة الرئيسية