الفصل السادس

 

الولاء الوهابي لمن؟!

 

 

الفرقة الوهابية معادية لكل مذهب إسلامي ، ولا ترى مذهباً جديراً بالبقاء إلا أتباع الفرقة الوهابية ، فليس لمسلم برقابهم ولاء ، ترى ذلك في حروبهم للمسلمين ، وتهجمهم على علماء الأمة تكفيراً وتفسيقاً ، بينما ولاؤهم مخلص لليهود والنصارى ؛ وهذا ما ستراه في هذا الفصل.

 

شهادة من الداخل

لحوم المسلمين في عرف أدعياء السلفية مباحة ، حصدتها سيوفهم بالأمس ، وهاهي ألسنتهم تحصدهم وعلماءهم على المنابر وعلى صدور الكتب ، ولنترك المجال للشيخ خالد بن حامد العسقلاني في كتابه (الردود السلفية على دعاة السلفية)(1) للحديث عن عدائهم لكل ما هو إسلامي ، حيث يقول ص 66، ج1 ، متهكماً بهم : (ولا بد أن نشيد بموقف إخواننا السلفيين العظيم تجاه إخواننا في الجزائر فإن لهم موقفاً لا يحسدون عليه فلم يعجبهم من جهاد الإسلاميين في الجزائر في سبيل نشر دين الله وإعلاء كلمته ولم يلفت انتباههم سوى الأخطاء !! فيقولون : المظاهرات حرام ودخول البلديات باطل وفقط! أما أن ينصرونهم بالوقوف إلى جانبهم والدفاع عن سمعتهم فلا ، ويا ليتها توقفت عند هذا بل اتهموهم بتهم لم نسمعها من أعدائهم ، ومن ذلك الترويج بأن الشيخ عباسي مدني (رئيس جبهة الإنقاذ) ما هو إلا ((مرتزق))!!! يأخذ الرشاوي ويقبض الأموال من جهات متعددة ، ويخبرني أحد الثقات أنه كان باستضافة جمع من الشباب السلفي في إحدى البيوت فجاءت سيرة الجزائر ، وإمكان تسلم الإسلاميين فيها السلطة فأخذوا يتناقشون أيهما أفضل للإسلام والمسلمين إذا وصل (الإخوان)(2) إلى السلطة أفضل أم إذا بقيت في يد الحكومة الحالية!!! سبحان الله لا قوة إلا بالله !!؟ فأقول لهؤلاء أنتم والله بدعوتكم وجماعتكم وأنشطتكم ومراكزكم وجمعياتكم لم تثيروا انتباه (رجل شرطة واحد) أتتحدثون هكذا عن الإسلاميين في الجزائر والذين تابع العالم كله أخبارهم باهتمام وتآمر ضدهم !!! فوالله لا يدل هذا إلا على زبالات من الأخوة الحزبية الضيقة الممقوتة ، ويهلك الحب في الله ، ويحصد الأخوة الصادقة !! فهل بمثل هذا يرجع المجد؟! وهل بمثل هذا تكون الدعوة ؟! وهل بمثل هذا ترشد الصحوة ؟!!! ، ثم نقول لإخواننا السلفيين أنتم مختلفون في سلفيتكم هذه ولم تستقروا بها على قرار ، فبينما قسم منكم يحرم (الجماعة) ويعد ذلك خروجاً على منهج السلف ، نجد قسماً آخر يقول بأن (الجماعة) أمر لا بد منه في الدعوة السلفية ويوجبها! وبينما فئة منهم تحرم دخول المجالس والبرلمانات ترى فئة أخرى إباحتها ، وتعد هذا من فقه الدعوة ، ثم ترى جماعة منهم تقول أن الوجود الإمريكي مؤامرة وفئة أخرى ترى أن الوجود الإمريكي تسخير من رب العالمين !!؟ والحقيقة لقد ذبحتم السلفية من غير سكين باختلافاتكم هذه ويبدوا أنكم اتفقتم على أن لا تتفقوا!!!) ويقول ص 68 : (أما تعدي الكثير من المنتسبين (للسلفي)! على الدعاة والعلماء فحدِّث ولا حرج ، فبالإضافة لتعديهم ((المباح شرعاً)) على قيادات الجماعات الإسلامية !!؟ فإنهم أيضاً ينتقصون أيضاً من كبار العلماء !! )

ألا يحق للناس بعد هذا أن تستنتج منطقياً بأن هذا الوقوف في وجه كل ما هو إسلامي غير وهابي من قبل هؤلاء ما هو إلا أمر مدبر ، يقف في واجهته هؤلاء الذين يدَّعون حماية العقيدة وهم حملة معاول هدمها؟!

 

الهامش:

  1. هذا الكتاب منتشر في الخليج العربي بدون اسم الناشر لأسباب نعلمها ، يرد فيه على أشرطة الوهابيين وكتابين من كتبهم المغرضة وهي ( فقه الواقع بين النظرية والتطبيق) و ( رؤية واقعية في المناهج الدعوية).
  2. هذا من أدلة جهل الوهابية بالواقع ، فجبهة الإنقاذ لا تتبع حزب الإخوان المسلمين.

 

دور الوهابية في ترسيخ الوجود الصهيوني في فلسطين

 

تمهيد:

الوهابية وليدة مخطط نصراني إنجليزي محكم للقضاء على روح الإسلام ، وتعمية عيون المسلمين بالزخارف منه والمظهر لا غير ، وقد كانت للوهابية أدوار بارزة في خيانة الإسلام وتشويه صورته ، وسنركز في هذا المقال على القضية الفلسطينية وخدمة الوهابية لمصالح بريطانيا ومن ورائها الصهيونية وسندعم ذلك بأفعال الوهابية وأقوالهم ، ونشرك القادة مع العلماء للترابط الوثيق بين القيادة والعلماء منذ ساعة نشأة هذه الحركة الخبيثة حيث لا انفصال بينهما في التوجُّه.

 

الوهابية عصا النصارى:

بعد ضرب حكم الشريف حسين وابنه علي بتحريض من الإنكليز لمعارضتهم منح فلسطين إلى اليهود ، أكدت الحركة الوهابية موقفها المنطبق مع الموقف الإنكليزي وذلك في المؤتمر الذي انعقد عام 1926 "للنظر في أسلوب حكم الحجاز " ؛ فعندما طرحت بعض الوفود الإسلامية اقتراحا يدعو إلى تطهير البلاد العربية من الحكم الأجنبي على أساس أن يشمل ذلك فلسطين وسوريا والعراق وسواحل الجزيرة العربية ، احتج الوهابية على المشروع وأصروا على حذفه من جدول الأعمال .

 

مساهمة الوهابية في سقوط الدولة العثمانية وأثر ذلك على سقوط فلسطين:

دور الوهابية مخلص في هذا السبيل ، وكانوا لا يألون جهداً في عون النصارى على ذلك ، ويكفي أن نُذَكِّر ههنا بمشاغلة الوهابية لآل رشيد عن نجدة المسلمين في البصرة ساعة هجوم الإنجليز واعتراف بريطانيا رسمياً بهذا الجهد الوهابي ، مما سبب اختراقاً استعمارياً في بلاد الإسلام ، وهذا مطمح من مطامح الصهاينة فسقوط الخلافة الرافضة لتهويد فلسطين يعني التسلل إليها بعد ذلك بسهولة ، واقرأ مذكرات حاييم وايزمان حين يقول (لن نستطيع اختراق العالم العربي للوصول إلى فلسطين ما دام طوق الخلافة العثمانية باقياً ، لذلك تعاونا مع بريطانيا لاختراق هذا الطوق ) وقد اخترق الطوق ، وساهم الوهابية في ذلك وبإخلاص.

 

تخدير المسلمين خدمة للنصارى واليهود:

عندما قامت الثورة الفلسطينية سنة 1936 ضد بريطانيا التي كانت تـمهد لتسليم فلسطين إلى اليهود الصهاينة ، تدخل الوهابية خدمة للإنجليز لتخدير الأحرار ، وتعهدوا للثوار بأن بريطانيا سوف تستجيب لمطالبهم إذا أوقفوا الثورة وذلك في (النداء) الذي وجهوه إليهم وجاء فيه :

إلى أبنائنا عرب فلسطين لقد تألمنا كثيرا للحالة السائدة في فلسطين ، فنحن بالاتفاق مع ملوك العرب والأمير عبد الله ندعوكم للإخلاد إلى السكينة وإيقاف الإضراب حقنا للدماء معتمدين على الله وحسن نوايا صديقتنا الحكومة البريطانية ورغبتها المعلنة لتحقيق العدل ، وثقوا بأننا سنواصل السعي في سبيل مساعدتكم " .

ولقد أدى ذلك النداء الذي أشرك الاعتماد على الله بالاعتماد على النصارى ! إلى شقِّ الصف الفلسطيني بين رفض وموافقة فانتصر موقف الموافقين.

ولم يكتف الوهابية "بالنداء" بل قدموا إلى فلسطين يرافقهم جون فيلبي ! ، واجتمعوا بالقادة الفلسطينيين في القدس حيث خاطبهم ممثل الوهابية بقوله : "  بناء على ما عرفته من صدق نوايا بريطانيا أستطيع أن أقسم لكم بالله أن بريطانيا صادقة في ما وعدتنا به وأن بريطانيا تعهدت لوالدي أنها عازمة على حل القضية الفلسطينية " ، ولكن تأكيدات المبعوث الوهابي لقتل الجهاد ، لم تقنع على ما يبدو ، المتنورين من الفلسطينيين إذ أجابه الشاعر عبد الرحيم محمود معبرا عن ريبة الجناح الرافض لوقف الإضراب ، فقال :

المسجد الأقصى أجئتَ تزوره            أم جئتَ من قبل الضياعِ تودِّعــه

حرمٌ تباع لكل أوكعَ آبـقٍ            ولكل أفَّـاقٍ شريدٍ أربعــــه

وغداً وما أدناه لا يبقى سوى           دمعٌ لنا يهمي وسنٌ نـقرعـــه

 

خيبة ظن الفلسطينيين بهم قديمة:

عندما توجه فيما بعد ، وفد فلسطيني لإطلاع القيادة الوهابية على مصير القضية الفلسطينية وكان أعضاؤه يحملون منشورات لإطلاع الشعب هناك على هذا المصير لم يسمح لهم بتوزيع تلك المنشورات بل أمر بجمعها لإحراقها .

 

قيمة فلسطين عند الوهابية:

في سنة 1939 توجه وفد الوهابية إلى لندن لحضور مؤتمر لبحث موضوع الهجرة اليهودية إلى فلسطين ، وكان الممثل الحقيقي لهم شيخهم جون فيلبي وحوله بعض الدُّمى الوهابية ، فاقترح شيخهم فيلبي في المؤتمر "إعطاء فلسطين لليهود" مقابل استقلال البلاد العربية كلها .

 

التثبيط:

بعد الحرب الكونية الثانية وعندما أخذت تتردد وجهات نظر عربية تطالب الجامعة باتخاذ موقف ضد تأييد أميركا لليهود ، أرسلت القيادة الوهابية بتاريخ 20 أغسطس 1945 برقية إلى ممثلهم في الجامعة جاء فيها : " . . . أنا أسمع دندنة عند العرب قصدهم اجتماع هيئة الجامعة لأجل تبحث مسألة فلسطين فأنا هذا ما هو من رأيي ولا منه فائدة ، لأنه إيش يبحث في المؤتمر ؟ هل يعقد صلح أو يعلن حرب ؟" ، ثم يقترح " أن ينتخبوا شخص يروح للندن وشخص يروح لأمريكا ، ويكون أحد هذين الشخصين عبد الرحمن عزام ويكتب معه النقراشي كتبا للخارجية هناك ويقول فيه أنه بالنيابة عن مصر والبلاد العربية ويذكر الأمر اللائق والمناسب في الموضوع " وقبل سفر عبد الرحمن عزام وافقت القيادة الوهابية على إقامة مكتب صحافي تابع للجامعة العربية ولكنها أوصت أن لا يسيء المكتب لأمريكا وبريطانيا ، بل يعمل على مدحهم واستعطافهم ، " ولكن نرجوهم (الصحفيين ) أن يتخذوا قاعدة يمشون عليها وهي قاعدة الاعتدال ، ويكون لا يتحاملون على الإنكليز ولا على الأميركان ، ولكن يشوفون الحجج القائمة ويعدونها لهم . . ويمدحونهم بأنهم أهل عدالة وإنصاف فستكون النتيجة أحسن إن شاء الله".

 

الخذلان:

عشية اتخاذ قرار تقسيم فلسطين رفضت القيادة الوهابية أن تقوم بأي دور جدي لإفشاله ، علما بأنه كان بإمكانهم ذلك إذا ما هددوا بقطع البترول عن أميركا كما قال أحد الديبلوماسيين الأجانب ، فقد جاء في العدد 637 من مجلة "آخر ساعة" المصرية بتاريخ 18 مايو 1966 بقلم الكاتب الفلسطيني وجيه أبو ذكري : (( انتقل الصراع إلى الأمم المتحدة ، وبدأت أمريكا تلعب لعبتها القذرة لتقسيم فلسطين بين اليهود والعرب . ونشط المندوبون العرب لمحاولة إحباط المشروع الذي عرض على الجمعية العامة للمنظمة الدولية ، وكان بين العرب الأمير عادل أرسلان ، وذهب إلى أحد الوفود يستعطفه ليقف بجانب الحق العربي . . فقال له الرجل : ( لديكم أيها العرب الورقة الرابحة ولكنكم تخشون اللعب بها) وأشار إلى ممثل الوهابية هناك ، وقال له الرجل : ( لو ذهب هذا الأمير إلى جورج مارشال وزير الخارجية الأميركية وهدد بقطع البترول إذا ناصرت أميركا اليهود لوجدت هذه القاعة كلها تقف بجانب العرب ) . وكلفته الوفود العربية بالنطق باسمها في الجمعية العمومية وأوصوه بالحزم والصرامة . ولكن كان موقفه أنه لا داعي ولا مبرر لقلقهم ، وأخذ يؤكد لهم معارضة أميركا لتقسيم فلسطين وأنها ستقاوم بكل حزم فكرة خلق دولة يهودية.

وانخدع المندوبون العرب بكلامه على أساس أنه صديق حميم للسفير جورج ودزورت مستشار الوفد الأميركي إلى الأمم المتحدة .

ومن جهة أخرى فإن الوفود العربية أرسلت عشية الموافقة على قرار التقسيم برقية إلى زعيم الوهابية يلحون فيها عليه بإصدار تصريح يهدد فيه بقطع البترول إذا صوتت أميركا على قرار التقسيم ، فما كان منه إلا أن قال : ( إن المصالح الأميركية في (بلاده)محمية وإن الأميركيين هم من أهل الذمة وأن حمايتهم وحماية مصالحهم واجب منصوص عليه في القرآن الكريم).

القوة والسلاح الوهابي لتحرير فلسطين:

عندما نشبت حرب فلسطين في 15 مايو 1948، اكتفى قادة الوهابية بإرسال عدد هزيل من الجنود غير المدربين قدر ما بين 60 و 200 جندي ، وقد خلت الجبهة الشرقية منهم بحجة أن أمير شرق الأردن عبد الله ابن الحسين رفض الموافقة على دخول جنودهم إلى أرضه ، وكذلك خلت الجبهة الشمالية واقتصر الوجود الوهابي الرمزي على الجبهة الجنوبية ، ولكن لما ثبت أن الجنود لا يجيدون القتال ، أُدخلوا مدارس الجيش المصري بعد الهدنة للتدريب .

 

أما السلاح الوهابي فقد تحدث عنه القائد طه الهاشمي رئيس اللجنة العسكرية المنبثقة عن جامعة الدول العربية للإشراف على حرب فلسطين فقال واصفاً الأسلحة بعد أن أبرق الوهابية للجنة العسكرية عن أسلحة معدة لإنجاد فلسطين موجودة في سكاكا بالصحراء في شمال الجزيرة العربية : ( أرسلت...طائرات فأحضرت تلك الأسلحة لدمشق وسلمتها إلى المصنع الحربي التابع للجيش السوري لفرزها وتبويبها ، فإذا هي أسلحة عتيقة رديئة متعددة الأنواع والأشكال ، فيها الموزر والشنيد والمارتيني . . وفيها بنادق فرنسية وإنكليزية وعثمانية ، ومصرية ويونانية ونمساوية ، وكلها بدون جبخانة ( ذخيرة ) ومصدئة خردة لا تصلح للقتال ) . وأضاف : (إنهم وجدوا بين هذه الخردة بنادق فتيل مما تعبأ بالكحل من فوهتها وتدك من الفوهة أيضا وأنها من مخلفات حملة الجيش المصري على الوهابيين في أوائل القرن التاسع عشر ).

 

الخيانة المبطَّنة :

خشية من أن يستمر القتال في فلسطين لتحريرها ، فقد أخذ قادة الوهابية يتصلون سرا بأميركا وبريطانيا حاثين إياهما على دفع العرب والإسرائيليين إلى الصلح حتى ولو اضطروا إلى فرض عقوبات عليهم ؛ جاء ذلك في وثيقة نشرتها وزارة الخارجية الأميركية بعد مرور ثلاثين سنة على تاريخها ، وهي عبارة عن تقرير أرسله الوزير الأميركي المفوض في جدة بتاريخ 8 كانون الثاني 1949 حول حديث دار بينه وبين قائد الوهابية في حينه وبحضور الوزير البريطاني المفوض في جدة صباح السابع من كانون الثاني سنة 1949 ، وقد ذكرت الوثيقة أن أمير الوهابية قال إنه يخشى أن يتطور الصراع العربي الإسرائيلي إلى درجة يمكن معها أن يهدد السلام والاستقرار ؛ واقترح أن تهدد أمريكا وبريطانيا باستخدام مختلف الضغوط بما فيها فرض عقوبات اقتصادية وعسكرية على الطرفين.

 

القيمة الحقيقية لفلسطين عند الوهابية:

كشف جون فيلبي في كتابه : (40 عاماً في جزيرة العرب ) عن حقيقة موقف قائد الوهابية من القضية الفلسطينية وذلك بقوله : " إن مشكلة فلسطين لم تكن تبدو (لهذا القائد) أنها تستحق تعريض علاقاته الممتازة مع بريطانيا ومع أميركا للخطر"

ويضيف فيلبي : "وكان مستقبل فلسطين كله بالنسبة إلى (قادة الوهابية) كلهم ، أمرا من شأن بريطانيا الصديقة العزيزة المنتدبة على فلسطين ولها أن تتصرف كما تشاء وعلى (قائد الوهابية) السمع والطاعة " .

 

 

لا غرابة في الأمر:

لقد كان من شروط نشأة الوهابية أن لا تتدخل بشكل من الأشكال ضد المصالح البريطانية والأميركية واليهودية في البلاد التي تحتلها بريطانيا ومنها فلسطين ، وقد ذكرنا دلائل على ذلك في مقالنا السابق (الوهابية عمالة لليهود والنصارى).

ولقد بذل القادة الوهابية ما هو أكثر من عدم التدخل ؛ فنصحوا للنصارى واليهود حين أشاروا مثلا على بريطانيا أن العرب المتعنتين سيذعنون إذا ما فرضت هي عليهم تقسيم فلسطين.

 

أين هؤلاء السماسرة من السلطان عبدالحميد:

كشفت الوثائق الأميركية والبريطانية وكتابات فيلبي عن أسرار في مواقفهم ؛ فقد كتب آرثر لوري ، سفير الكيان الصهيوني في لندن تعليقا في صحيفة التايمز اللندنية عام 1964 ، دافع فيه عن حاييم وايزمان الذي أعلنت وثائق الخارجية الأميركية أنه قدم رشوة قدرها عشرين مليون جنيه إسترليني إلى قائد الوهابية في حينه ليعاونه على إنشاء دولة صهيونية في فلسطين ، مؤكدا أن صاحب الفكرة كان الكولونيل جون فيلبي الممثل الشخصي لهذا القائد .

 

السياسة الوهابية ثابتة :

لم تتغير هذه السياسة الوهابية تجاه فلسطين ؛ التزاما بمبادئهم تجاه اليهود والنصارى ، فهم لم يدخلوا خلال تاريخهم كله في مواجهة مع النصارى ، وكذلك الحال مع اليهود فالوهابية لم يشاركوا في أية حرب عربية ضد العدو الصهيوني ، بل كان موقفهم يتسم دائما بالانهزامية ونشاطاتهم موجهة إلى إقناع العرب بل ورشوتهم من أجل الصلح مع كيان العدو.

 

ويحاولون شراء الذِمم :

فعندما نشبت حرب يونيو 1967 ، التي شنها الكيان الصهيوني على بعض البلدان العربية بدعم من أميركا وأوروبا الغربية ، وقف زعيم الوهابية القادم من تلك الدول خطيباً في مستقبليه يوم 6 يونيو فقال : " أيها الإخوان لقد جئتكم من عند إخوان لكم في أمريكا وبريطانيا وأوروبا تحبونهم ويحبوننا . . . " ولكن الناس قاطعوه مطالبين بقطع البترول ، فإذا بالهراوات تنهال عليهم من جماعته . . كما أنهم حاولوا إسكات الأصوات المطالبة بتحرير الأقصى والقدس ؛ فقد روى الشيخ أسعد التميمي ، وهوأحد تلك - الأصوات ، وقد كان إمام المسجد الأقصى قبل هزيمة 1967 ، أن الوهابية أرسلوا إليه في الأردن مليون دولار مقابل سكوته ولكنه رفضها.

 

 

ولماذا قتال اليهود ؟

للإطلاع على شيء من الخبايا فإننا نذكر أنه في سنة 1958 ، أرسل ضباط من الجيش الوهابي برقية إلى وزارة الدفاع تقول إن الزوارق الإسرائيلية ترسو في المنطقة الوهابية من خليج العقبة ، (وينزل بحارتها إلى أراضينا ويتحرش جنود إسرائيل بجنودنا وينزلون كميات من الحشيش يستلمها بعض عملائهم لتصريفهما في البلاد وعلى الجيش نفسه فأذنوا بإطلاق النار على الصهاينة الأعداء) ، فكان جواب القيادة الوهابية التالي : " لا يمكن لليهود أن يعتدوا عليكم ما لم تتعدوا عليهم ، واليهودي لا يساوي رصاصة نخسرها بإطلاقها عليه ، وقد قال الله في محكم كتابه : { غلت أيديهم ولعنوا }" ، هكذا يلعب الوهابية بكتاب الله لتحقيق مآربهم الخبيثة.

 

اليهود الأحبة:

علاقة قادة الوهابية مع الشخصيات الصهونية يكفي للتدليل عليها هذا الخبر الذي نشرته الصحف الأميركية ومنها صحيفة سياتل بوست انتلجنس اليومية بتاريخ 12 مارس 1985 عن حفل استقبال قائد الوهابية في أميركا حيث ذكرت أنه دعي إلى حفل استقباله : (جمع من رجال الإعلام منهم فرانك المدير العام لمؤسسة هاآرست المؤسسة الصهيونية التي تصدر الصحيفة اليومية هاآرست في الأرض المحتلة ).

 

الصلح مع اليهود :

السياسة الوهابية لم تكن تحتمل المجاهرة بالصلح مع اليهود ، ولكنها ما إن وجدت الثغرة إلى ذلك ، بعد كامب ديفد ، فإنها لم تخفِ الاستعداد للصلح مع العدو الصهيوني ؛ فقد صرح قائدهم في 15 يونيو 1975 أنهم : (على أتم الاستعداد للاعتراف بإسرائيل . . . ولكن على إسرائيل أن تحل مشاكلها مع جيرانها وتتدبر أمرها مع الفلسطينيين ) . ولما سألته الصحيفة عن معنى (تدبر الأمر ) قال : ( إسرائيل أدرى بشؤونها ).

 

موقف القادة الدينيين :

ذلك كان موقف القادة السياسيين أما القادة الوهابية الدينيين فإنهم منذ النشأة قاموا على التطبيل والتزمير خلفهم ، ليطَوِّعوا الإسلام تبعاً لأهوائهم ، فيذروا الرماد في العيون ، وإليكم الأمثلة في ما يتعلق بموضوعنا:

 

أولا: ذكرنا في مقال سابق فتوى الشيخ عبدالعزيز بن عبد الله بن باز مفتي الوهابية الكبير المسجلة بجواز لبس الصليب ، بدعوى أن في ذلك خدمة للإسلام ، ولا أحد يستطيع أن ينكر أن في ذلك صريح الولاء للنصارى ، أما ولاؤه لليهود ، فبعد بدء المفاوضات العربية مع العدو الصهيوني أفتى بجواز الصلح مع اليهود والتعامل معهم سواء كان الصلح هدنة دائمة أو مؤقتة ، بل أكثر من هذا حيث اعتبر زيارة المسجد الأقصى في هذه الفترة المؤسفة سنة على المسلمين إتيانها .

ونحن نؤمن أن هذه الفتاوى لا تصدر عن فراغ ، بل هي خدمة مخططة للمصالح اليهودية ؛ فهذا الفعل إذا قام به المسلمون فإنه يعني الاعتراف بالاحتلال الصهيوني لهذه الأماكن المقدسة ، وأيضاً فيه تقوية للاقتصاد الصهيوني الغاصب. وقد تناقلت هذه الفتوى المأجورة وسائل الإعلام العربية والعالمية ، فهل يكون عجيباً أن لا يرى سماحته !!! في المقابل جواز التقارب والهدنة مع باقي المذاهب الإسلامية.

 

لقد سبق لهذا المفتي تحريم الاستعانة بالخبراء الروس ضد اليهود الصهاينة عندما فعل جمال عبد الناصر ذلك ، ومن السخرية أنه أفتى بعد ذلك بجواز دخول النصارى واليهود لأرض الحرمين الشريفين ودعا لهم هو وأعوانه في الحرمين الشريفين ، وقنتوا في كلِّ صلاة ليترضوا عليهم ، وسموَّهم (جند الله ) ، وما ذلك إلا لقتل الأطفال والنساء والشيوخ العراقيين ؛ وحتى في الملاجئ ؛ بل وكل عراقي وإن كان في الصلاة.

 

والموقف الآخر : فتوى محدثهم المتناقض الشيخ ناصر الدين الألباني التي دعا فيها أهل فلسطين للخروج منها وتركها لليهود لقمة سائغة ، وقد تناقلت هذه الفتوى وسائل الإعلام المختلفة ، وقد نشرت مجلة المجتمع الكويتية تحليلا لهذه الفتوى الخبيثة وردود علماء الأمة عليها.

 

وهكذا يتبين لكل مبصر أن الوهابية ما قامت إلا لتشويه صورة الإسلام ، وشغل المسلمين بأنفسهم ، وتصديهم لكل محاولة للوحدة والتقارب بين المسلمين ، في الوقت الذي يلبسون مسوح الرهبان بينما يقومون بخدمة مصالح النصارى واليهود من وراء الستار ليل نهار ، ولو استطاعوا أن يفعلوا ذلك علناً ما تأخروا عنه لحظة ، أخزاهم الله وثبَّط مساعيهم إنه سميعٌ مجيب.

 

الهامش:

أغلب ما في هذا المقال نقلناه بتصرف عن د. محمد عوض الخطيب ، صفحات من تاريخ الجزيرة العربية ، ط دار المعراج للطباعة والنشر ، ص 240 -248 ، وقد ذكر مصادره ، مع ذكر أسماء الشخصيات صريحة.

وكذلك إقرأ د. زهير الغزاوي ، المؤسسات الدينية الإسلامية والكيان الصهيوني (نظرة إلى فتوى ابن باز بجواز الصلح) ص 205 ومابعدها ، ط الغدير للدراسات والنشر ، بيروت ، 1416هـ.

 

قادة الوهابية وتحريم الدعاء على اليهود والنصارى

 

في رحلة مباركة لحج بيت الله الحرام ، وبعد نزولنا في مطار المدينة المنورة ، أذهلتنا يد المفتشين تنبِّش حقائبنا ، والتاعت أفئدتنا لظنِّنا بأنَّ إخواننا يظنون أننا من مهربي الحشيش والأفيون ، ولكننا سرعان ما رأينا أيديهم تتخطف كتاباً كنا نحمله واسمه (قواعد الإسلام ) للشيخ الجيطالي ، وقد كان - رحمه الله - من كبار علماء المغرب العربي ، وأخبرونا بأن الكتاب ممنوع ! ، ولأنَّ اللحى تعمر وجوههم فقد ظننا أنَّ وراءها عقولاً مستنيرة ، فأخبرناهم بالتي هي أحسن بأن الكتاب كتاب فقه مقارن ، يقدم آراء وأقوال كل مذهب من المذاهب الإسلامية في كثير من أبواب الفقه الإسلامي ، وحاولنا أن نفتح لهم الكتاب ، فقالوا إن الكتاب سيحرق ! هكذا ، فاسترجعنا وقلنا لعلّكم أخطأتم الكتاب المقصود فقالوا هذا أحد خمسة كتب بهذا العنوان وكلها في القائمة السوداء ! ونحن لا نعلم صدق هذا الزعم من كذبه ؛ ولكن يا سبحان الله حتى جهود علماء المسلمين أصبحت لدى هؤلاء تشملها القائمة السوداء ، وتيقَّنا أن اللحى والأشكال لدى هؤلاء لا تعني شيئا ، فالعقول محارَبة في الشريعة الوهابية ، فالعقل في نظرهم سبيل الضلال ، وما على الإنسان في نظرهم إلا اتباع ابن تيمية وابن القيِّم وسيقاد إلى برِّ الأمان! فلا تنتظر تفكيراً منطقياً لدى هؤلاء .

على كلِّ حال لقد ذهب كتابنا للمحرقة ، ونحن سنطالب آخذه وحارقه والآمر بذلك يوم القيامة بحقنا ، ولا يضيع في عدل الله شئ ، ونحن نعلم ما هو أدهى من ذلك ، ولقد شاء الله خلال هذا المنبر على ساحة الشبكة العالمية للمعلومات (إنترنت) أن نبين للناس من هم الوهابية .

فلقد حارب الوهابية دخول كتاب العلاَّمة السالمي رحمه الله (بذل المجهود في مخالفة النصارى واليهود) ، واستغرب ساعتها الكثيرُ من الناس هذا التصرف ، فالكتاب يُقرأ من عنوانه كما يُقال ، وسبيله مخالفة اليهود والنصارى ، فلماذا يمنع من الدخول ويُحرق ؟!

لقد قلنا أن الوهابية صناعة إنجليزية ، هدفها تخريب الإسلام من الداخل ، وموالاة اليهود والنصارى ، ولقد أثبتنا الكثير من ذلك في مقالات سابقة عندما تحدثنا عن نشأة هذه الفرقة ، وتشريكها لمن لم يستسلم لمنهجها التكفيري للأمة ، واستحلال دمه وماله ، وأثبتنا كيف عاثوا في الأرض فسادا فقتَّلوا الأبرياء من غير جريرة ، وكيف أحيوا كلَّ الأفكار الهدامة كعقيدة فناء النار وخروج المشركين منها ، وكذلك كيف شارك النصارى في قيادتهم عملياً ، وضربنا أمثلة على ذلك ، واليوم سنذكر ما هو أدهى وهو محاولاتهم اليائسة في منع الدعاء على اليهود والنصارى ، وإلجام الخطباء عن فعل ذلك ، فقد صدر تعميم على كافة الخطباء والوعاظ بتاريخ 13/5/1409 هـ من وزارة الحج والأوقاف معهم تحت رقم 3719 وهذا نصٌ منه : ( .. لوحظ أن بعض الخطباء يضمنون خطبهم الدعاء والهلاك وما شابه ذلك على اليهود والنصارى وطوائف دينية أخرى ، مع تسمية الدول بأسمائها ، وليس هذا مما أرشدنا إليه القرآن الكريم! ) (1) هذه هي العقيدة التي ينادي بها الوهابية ، عقيدة المحبة لأعداء الله والدفاع عنهم ، وفي المقابل تقتيل المسلمين والحضِّ على سفك دمائهم حتى في بيت الله الحرام ، كما فعل خطباء الوهابية المخلصون ساعة هجوم دول النصارى على أهل العراق ، فصدع الخطباء بالدعاء بالنصر لمن أسموهم جند الله ، وليس ذلك بالجديد عليهم فقد أرسل أمير الوهابية في نجد ببرقية إلى المندوب البريطاني السير يرسي كوكس بمناسبة احتلال الإنكليز للبصرة وانتزاعها من أيدي المسلمين قال فيها :

( سيدي يرسي كوكس مندوب بريطانيا العظمى دام عزها.

دخول جيوشكم الإنكليزية العظيمة للعراق نصر مبين للمسلمين ، وعزٌّ مكينٌ لنا .

عبوديتنا وخدمتنا لبريطانيا العظمى وولاؤنا لكم إلى الأبد)(2)

هذه هي الحقيقة المرَّة يا أبناء المسلمين الذين غررت بهم الدعوة الوهابية ، وضربت عليهم حجاباً مظلماً من التعتيم ، كي لا يطلع أحدهم على شيء من كتب المسلمين التي تخالف النهج الوهابي ، وإذا وجدوا أن لا محيص من دخول كتاب من أمهات كتب المسلمين ، فإنهم يعمدون إلى إعادة طباعته فيحرفونه بما يناسب أهواءهم .

نعم لقد حاول بعض المخلصين من أبناء الحجاز مخالفة ذلك التعميم القاضي بعدم شتم النصارى واليهود ودولهم ، ولكنهم تعرَّضوا للأذى والتعذيب ، بل ولقد تعرض للأذى حتى من يسبُّ الشيوعية ‍‍‍، فلقد تعرَّض الشيخ مقبل بن هادي الوادعي للأذى لا لشيء إلا لأنه كتب كتاباً بعنوان ( السيوف الباترة على إلحاد الشيوعية الكافرة) ، وكتابه ما يزال مُصادرا ، ولا يتردد أهل الفتوى من أئمة هذه النحلة الحشوية كابن باز وأتباعه من رمي كلِّ مخلص لدينه بالبدعة والفسوق من الدين .

فهل ما يزال بعضنا يستغرب لماذا يحرق الوهابية كتب المسلمين ؟!

 

الهامش:

  1. د. محمد بن عبدالله المسعري ، الأدلة القطعية ، مؤسسة الرافد ، ص 67 -70 وبهذا الكتاب نص التعميم بكامله.
  2. د محمد عوض الخطيب ، صفحات من تاريخ الجزيرة العربية ، دار المعراج ، ص 98 وقد ذكر مصادره.

 

الوهابية والإخوان المسلمون

 

حاولت الحركة الوهابية احتواء الحركة العالمية للإخوان المسلمين لما تشكله من خطر على الاستكبار العالمي ، واستخدم الوهابية عدة أساليب في احتوائها منها أنهم آووا عدداً من أقطاب الدعوة مستغلين بذلك موقف جمال عبد الناصر تجاه الإخوان المسلمين في الستينيات ، وعبثاً حاولوا آنذاك أن يطوعوا أولئك الأقطاب كالشيخ محمد قطب والشيخ محمد الغزالي ، وعندما لم يجدوا منهم ما يودون (1) بدأوا يشنون عليهم الحملات المغرضة (2)، حيث انتشرت الكتب المليئة بالطعن والشتم والتسفيه لرموز حركة الإخوان ، ككتاب ( الإخوان المسلمون في الميزان ) الذي تناول قادة الفكر الإسلامي كسيد قطب والغزالي وأبي الأعلى المودودي بالسبِّ ، حتى أنه لم يسلم منهم حتى حسن البنا لأنه كان ينادي بالتقريب بين المذاهب الإسلامية !!!.

كما حاول الوهابية من خلال إنشاء المراكز الإسلامية في عدد من مدن العالم ، ودعم المنظمات الإسلامية مالياً للدعاية أولاً ، ومن ثمَّ لغرض الهيمنة على تلك المنظمات بتمويلها وتحويلها إلى مراكز للدعاية الوهابية ، ولتسويق فكرها في العالم ، ومحاولة توجيهها الوجهة التي ترضي مخططيها ، وبذلك فإن الوهابية امتطت الحركة العالمية للدعوة مستغلة ضعفها المادي ، وحاجتها إلى الدعم.

المؤسف أن المراكز التي أنشأها الوهابية أو التي استولوا عليها قد أصبحت عاملاً في فرقة المسلمين ، حيث تهتم منشوراتهم وخطبهم بإذكاء نار الفرقة الإسلامية ، وهكذا كانت وما تزال سبباً في خلق الفتن والخلافات المذهبية.

وهذا الموضوع على العموم جدير بالدراسة المتعمقة والدراسات الجامعية العليا ما توافر مناخ الحرية الفكرية .

 

الهامش:

  1. ألقى الأستاذ محمد قطب في شهر سبتمبر 1997م محاضرة بفندق ( شيراتون الدوحة) بدولة قطر ، بعنوان ( القرآن طريقنا إلى البعث الحضاري) هاجم فيها تلك الدعوة التي يروج لها الوهابية بين أوساط المسلمين هذه الأيام ، حيث تفتح لهم أبواب المنكرات ، على أنهم سيعذبون في نار جهنم قليلاً ثمَّ يخرجون إلى جنات النعيم ، وأشار إلى أنها دعوة حكم عليها القرآن بأنها يهودية وحذَّر المسلمين منها ، وسماها بدعوة الإرجاء ، وهذا مناقض تماماً للتوجه الوهابي الذي يدَّعي السلفية!
  2. بعد أن كتب الشيخ الصابوني تفسيره القيِّم ( صفوة التفاسير) طرده الوهابية لأنه تأول آيات الصفات في تفسيره خلافاً لمنهج الوهابية المجسم ، وقد ذكر لطيفة في الجزء الثاني من صفوة التفاسير ص 174 فقال: ( ذكر أن عالماً ممن ينكر المجاز والاستعارة في القرآن الكريم جاء إلى شيخ فاضل عالم منكراً عليه دعوى المجاز - وكان ذلك السائل المنكر أعمى - فقال له الشيخ ما تقول في قوله تعالى {ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا }الإسراء 72 هل المراد بالعمى الحقيقة وهو عمى البصر ، أم المراد به المجاز وهو عمى البصيرة ؟ فبهت السائل وانقطعت حجته) ، فأدرك الوهابية أن المقصود هو كبير علمائهم ، وطرد العلامة الصابوني.