الفصل الثاني

نماذج من فكر القيادة الوهابية الجانح

 

أن نسمِّي هرطقة الوهابية فكراً فذاك المجاز عينُه ، وفي هذا الفصل عبرة!

من كتاب التوحيد لمحمد بن عبدالوهاب

كتاب التوحيد هذا هو قرآن الوهابية ؛ يقدسونه ويوزعونه بالمجان ، وهو كُتيب إذا قرأته فلن تجد فيه إبداعاً ولا تجديدا ، يستأهل هذا الاهتمام ، بل فيه من الهفوات على صغره الكثير وإليك أمثلة منه:

  1. تعرَّض لتفسير الآية }ما آتاهما صالحاً جعلا له شركاء فيما آتاهما} وأنت قد رأيت قول الشيخ سليمان بن عبدالوهاب في أخيه وأنه ليس أهل للاجتهاد ، وقد قال فيه الشيخ الكردي مثل ذلك ، والشيخ الكردي عالم حاول عبدالوهاب أن يتلمذ ابنه محمد على يديه ولكنه أظهر الزندقة فطرده الشيخ الكردي ، وهو هنا يتعرض لتفسير القرآن الكريم لتشويه صورة أبينا آدم عليه السلام فأورد قصة واهية ليس لها ذيل ولا رأس منسوبة إلى ابن عباس رواها ابن أبي حاتم ، يعلم بطلانها صغار الطلبة النافرين للتفقه في الدين فقال : (لما تغشاها آدم حملت ، فأتاهما إبليس فقال : إني صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة لتطيعاني أو لأجعلنَّ له قرنيَ أيِّل ، فيخرج من بطنك فيشقه ، ولأفعلن ولأفعلن - يخوفهما - سمِياه عبد الحارث ، فأبيا أن يطيعاه ، فخرج ميتا ، ثم حملت ، فأتاهما ، فقال مثل قوله : فأبيا أن يطيعاه ، فخرج ميتا ، ثم حملت ، فأتاهما ، فذكر لهما ، فأدركهما حبُّ الولد ، فسمياه عبدالحارث فذلك قوله تعالى :{ جعلا له شركاء فيما آتاهما}.)
  2. ونحن نرد شيخ الوهابية من لسان رجل من أهل تقديسهم من العلماء ؛ فقد قال ابن حزم في كتابه الملل والنحل :( وهذا الذي نسبوه إلى آدم من أنه سمى ابنه عبدالحارث خرافة موضوعة مكذوبة ولم يصح سندها قط ، وإنما نزلت الآية في المشركين على ظاهرها) (فتح المجيد ص 392)
  3. ونحن نعلم أن ابن عبدالوهاب مغرور يظن نفسه عالما وقد نفخ فيه ذلك طبعه أولا ، وأساتذته المستشرقون ثانيا حيث أرادوا منه أن يكون رأس حربة يشوهون بها الإسلام ، ويشغل المسلمين عن جهاد اليهود والنصارى بفقهه الهزيل الأعوج ، وفقه قومه الأعراب ، بعد أن رأى الإنجليز الويل من مسلمي شبه القارة الهندية ، فرأوا أن يُخرجوا قريبا من الحرمين مَن يشوِّه صورة الجهاد ويجعلها حربا طاحنة بين المسلمين ، فيشتغل المسلمون بأنفسهم ويستبدلون ذروة سنام الإسلام بدعوى الشرك وعبادة القبور ومحاربتها رغم أن الرسول الكريم قد نص بأن الشيطان أيس أن يعبده المسلمون ، وإلا فإن الشرك لا يجوز اعتقاده في آدم وحواء عليهما السلام ولا يقع منهما على أي حال ، والأنبياء منزهون عن الشرك مبرئون منه باتفاق الأمة ، فكيف لكُتَيِّب كهذا يحمل مثل هذا الخطأ الفاحش أن يسمى بكتاب التوحيد ؟‍.
  4.  
  5. ولا غرابة بعد ذلك أن يلمز محمد بن عبدالوهاب في كُتيبه في باب قول : ما شاء الله وشئت ، الشيخَ البوصيري بالشرك في قصيدته البردة التي استشفى الله سبحانه بها.

 

 

 

كذب الحشوية على الأئمة الأربعة

لا يخفى على كل عاقل منصف مطلع على كتب الحشوية المجسمة تجرؤهم في الكذب على الله ورسوله فمن طالع كتبهم وجد ذلك ككتب ابن تيمية وابن القيم وأبو يعلى المجسم والدارمي ... ... وغيرهم من أرباب هذه النحلة الخاسرة ونقدم ههنا لمحةً من كذبهم على أئمة المذاهب الأربعة وذلك لأننا وجدنا البعض يجلون علماء الحشوية لالتباس الأمر عليهم ويحسبونهم من أهل السنة وما هم إلا من أهل الباطل أخزاهم الله تعالى وإليكم بيان ذلك نقلاً عن العلامة الحافظ أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي المتوفي سنة 597هـ ، كتاب (دفع شبه التشبيه بأكفِّ التنـزيه) ، تحقيق العلامة المحدِّث حسن بن على السقاف ، طباعة دار الإمام النووي ط2 ، 1412هـ عمان ـ الأردن ـ ص.ب: 925393 هاتف : 672011 / من (ص69 ـ 74) باختصار :

 

1 0 الإمام أبو حنيفة :

نسبوا إليه أنه قال : من قال لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض فقد كفر لأن الله يقول : ( الرحمن على العرش استوى ) وعرشه فوق سبع سموات .

والجواب : أن هذا الكلام كذب باطل مصنوع على أبي حنيفة وذلك لأن الراوي لهذا الكلام هو أبو مطيع البلخي وهو كذاب دجال ، قال ابن معين : ليس بشيء ، وقال مرة ضعيف ، وقال أحمد : لا ينبغي أن يروى عنه شيء ، وقال البخاري : ضعيف صاحب رأي ، وقال النسائي : ضعيف ، وقال أبو حاتم : كان مرجئا كذابا ، وقد جزم الذهبي بأنه وضع حديثا كما في ترجمة عثمان بن عبدالله الأموي ، قال ابن أبي العز شارح الطحاوية الحشوي المجسم الضال ج2 ص480 نقلاً عن ابن كثير : وأما أبو مطيع فهو الحكم بن عبد الله بن مسلمة البلخي ، ضعفه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وعمرو بن علي الفلاس والبخاري وأبو داود وأبو حاتم الرازي وأبو حاتم محمد بن حبان البستي وابن عدي والدار قطني وغيرهم اهـ .

هذا ما قاله هنا بينما قال بعد ما أورد الأثر السابق ص378 : ولا يلتفت إلى من أنكر ذلك … فتأمل في كلامه واحكم عليه بما شئت . وأبو إسماعيل الأنصاري الملقب بشيخ الإسلام الراوي لهذا الأثر لا يحتج بنقله ولا كرامة لأنه مجسم خبيث قائل بالحلول والاتحاد كما قال ابن تيمية كما نقله الإمام ابن السبكي في الطبقات الكبرى ج4 ص272 نقلا عن الحافظ الذهبي . ا هـ

وعلى تقدير صحة هذا الكلام فقد أجاب عنه الإمام ابن عبد السلام في حل الرموز كما نقله علي القاري في شرح الفقه الأكبر ص271 قال : من قال لا أعرف الله تعالى في السماء أم في الأرض كفر ، لأن هذا القول يوهم أن للحق مكانا ومن توهم أن للحق مكانا فهو مشبه . ا هـ

قال القاري : ولا شك أن ابن عبد السلام من أجل العلماء وأوثقهم فيجب الاعتماد عل نقله لا على ما نقله الشارح ـ يعني شارح الطحاوية المجسم الضال ـ مع أن أبا مطيع رجل وضّاع عند أهل الحديث كما صرح به غير واحد . ا هـ كلام القاري .

على أن الإمام أبا حنيفة قد صرح بنفي الاستقرار على العرش كما في كتابه الوصية كما في شرح الفقه الأكبر ص61 حيث قال : نقر بأن الله على العرش استوى من غير أن يكون له حاجة إليه ، واستقراره عليه وهو الحافظ للعرش وغير العرش فلو كان محتاجا لما قدر على إيجاد العالم وتدبيره كالمخلوق ولو صار محتاجا إلى الجلوس والقرار فقبل خلق العرش أين كان الله تعالى فهو منـزه عن ذلك علوا كبيرا . اهـ .

 

2 0 الإمام مالك بن أنس :

فإنهم يروون عنه أنه قال الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة .

والجواب : أن هذا لم يثبت عن مالك من رواية صحيحة ولا حسنة ولا ضعيفة خفيفة الضعف ، ومن يدعي خلاف ذلك فعليه أن يوضح لنا ذلك ونحن بحمد الله على أتم الاستعداد لنجيب عليه وندحضه بالحجة والبرهان ، وإنما جاء عنه بلفظ : ( الكيف غير معقول والاستواء منه غير مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة ) وهذه قاصمة لظهور المجسمة .

قال ابن اللبان في تفسير قول مالك هذا كما في إتحاف السادة المتقين ج2 ص82 قوله : كيف غير معقول أي كيف من صفات الحوادث وكل ما كان من صفات الحوادث فإثباته في صفات الله تعالى ينافي ما يقتضيه العقل فيجزم بنفيه عن الله تعالى ، قوله : والاستواء غير مجهول أي أنه معلوم المعنى عند أهل اللغة ، والإيمان به على الوجه اللائق به تعالى واجب ؛ لأنه من الإيمان بالله وبكتبه ، والسؤال عنه بدعة ؛ أي حادث لأن الصحابة كانوا عالمين بمعناه اللائق بحسب وضع اللغة فلم يحتاجوا للسؤال عنه ، فلما جاء من لم يحط بأوضاع لغتهم ولا له نور كنورهم يهديه لصفات ربه يسأل عن ذلك ، فكان سؤاله سببا لاشتباهه على الناس وزيغهم عن المراد اهـ .

3 0 الإمام أحمد بن حنبل :

رغم أن الوهابية انتسبوا إلى الإمام أحمد زوراً وبهتاناً فإنه لم يسلم هو أيضا من كذبهم عليه يقول العلامة القنوبي في كتابه السيف الحاد ص192 : وقد ابتلي الإمام أحمد بن حنبل بأصحاب جهلة كذبوا عليه ونسبوا إليه ما لم يقله من العقائد والآراء الكاسدة ؛ كما ذكر ذلك جماعة كبيرة من العلماء منهم ابن الجوزي وابن الصلاح وابن عبد السلام والإمام السبكي وابنه التاج والذهبي وآخرون . اهـ

ومما نسبوه إلى الإمام أحمد كذلك الرد على الجهمية ؛ قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء ج11 ص286 بعد كلام : لا كرسالة الاصطخبري ، ولا كالرد على الجهمية الموضوع على أبي عبد الله يعني الإمام أحمد ، وقال بعد أن أورد شيئا من هذه العقيدة الفاسدة الكاسدة : والله ما قالها الإمام أحمد ، فقاتل الله واضعها ، ثم قال : فانظر إلى جهل المحدثين كيف يروون مثل هذه الخرافة ويسكتون عليها اهـ .

 

4. الإمام الشافعي :

نقل المجسمة عنه أنه قال : ( القول في السنة التي أنا عليها ورأيت أصحابنا عليها أهل الحديث الذين رأيتهم وأخذت عنهم مثل سفيان ومالك وغيرهما الإقرار بالشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وأن الله تعالى على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء وأن الله ينـزل إلى السماء الدنيا كيف شاء …… وذكر سائر الاعتقاد ) اهـ قال الشيخ السقاف الشافعي محقق الكتاب : هذا مذكور في ( مختصر العلو ) ص176 وقال هناك : ( روى شيخ الإسلام أبو الحسن الهكاري ، والحافظ أبو محمد بن إدريس الشافعي ) به .

 

جوابه : هذا الكلام كذب محض ، وهو مدسوس على الإمام الشافعي رحمه الله تعالى ، ومختصر العلو المتناقض !! إما أنه يعلم ذلك أو لا يعلم ، وأحلاهما مُرّ أو حنظل معصور في فمه ، وإليك بيان ذلك :

أما الملقب بشيخ الإسلام أبي الحسن الهكاري فهو أحد الكذابين الوضاعين قال عنه الحافظ الذهبي في ( ميزان الاعتدال ) ج3 ص112 في ترجمته : ( قال أبو القاسم بن عساكر : لم يكن موثوقاً به ، وقال ابن النجار : متهم بوضع الحديث وتركيب الأسانيد ) اهـ

وقال الحافظ ابن حجر في ترجمته في ( لسان الميزان ) 4/159 من الطبعة الهندية ) : ( وكان الغالب على حديثه الغرائب والمنكرات ، وفي حديثهأشياء موضوعة ورأيت بخط بعض أصحاب الحديث أنه كان يضع الحديث بأصبهان ) قال السقاف تعليقاً : وقد مجده وعظمه الشيخ الحراني في رسالته المسماة ( الوصية الكبرى في العقيدة والدعوة) ووصفه بشيخ الإسلام !!! وهو كذاب وضاع كما ترى . وأما أبو محمد المقدسي : فهو ممن أباح العلماء دمه كما يجد ذلك من طالع ترجمته لكونه مجسما صرفا انظر كتاب ( الذيل على الروضتين ) المسمى أيضا تراجم رجال القرنين للحافظ أبي شامة المقدسي هذا حتى نحكم عليه أيضا ؟؟!!!

ثم اعلم أن أبا شعيب الذي زعموا أنه روى تلك العقيدة عن الشافعي وُلِدَ بعد وفاة الشافعي بسنتين كما تجد ذلك في ( تاريخ بغداد ) 9/436 . وأما هذه العقيدة المروية عن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى فهي مدسوسة عليه كما نقل ذلك الذهبي نفسه في ( لسان الميزان ) 5/301 نقلاً عن الذهبي : ( أدخلوا عليه أشياء فحدث بها بسلامة باطن ، منها : حديث موضوع في فضل ليلة عاشوراء ، ومنها عقيدة الشافعي ……..) اهـ فاستيقظــوا !!

قلت ( أي السقاف ) : ولعل هذا العشاري في سند عقيدة الشافعي التي يرويها الهكاري الوضاع والمقدسي المجسم ، وكذلك في سندها ابن كادش الوضاع ، ثم اطلعت على ( تبديد الظلام المخيم ) للمحدث الكوثري ص108 فوجدته يقول : ( واعتقاد الشافعي المذكور في ثبت الكوراني كذب موضوع مروي بطريق العشاري وابن كادش ) وبذلك يتم إسقاط ما احتج به المجسمة ( الوهابية الحشوية ) من تأييد الإمام الشافعي لآرائهم الفاسدة ولله تعالى الحمد . انتهى النقل

 

إضاءة

وقد كذبوا أيضا على غيرهم من أئمة المسلمين فنسبوا إليهم مالم يقولوه ، وحذفوا من كلامهم مالا يتناسب مع معتقداتهم ؛ ولدينا على ذلك أمثلة لا بأس بها عن أرباب هذه النحلة من متقدمين ومتأخرين ومعاصرين ، فهم أصحاب عقول هزيلة يظنون أنهم بتشويههم للكتب مثلا يستطيعون أن يخفوا عورات الفكر الحشوي الجانح ، فمنذ فترة ليست بالبعيدة ، وقعت حادثة مضحكة مبكية بإحدى الجامعات الأردنية العريقة ، حيث اندسَّ أحد الطلبة الحشوية ذات مساء بمكتبة الجامعة ، مستغلاً انشغال أمينها ، فأُغلِق عليه الباب حتى الصباح ، فأخذ يستخدم معداته التي أحضرها خصيصاً لهذه المهمة ، فمزَّق الكثير من صفحات أمهات الكتب النفيسة بالمكتبة ، حالماً بأنه سيخفي عوراتهم التي كشفها الله ، وأنى لهم ذلك فالحقيقة كنور الشمس لا تحجبها أجنحة البعوض ، ولا يبعد أن يكون هذا الطالب موجَّهاً للتخريب ؛ فلا يخفى أن الوهابية أعادوا طباعة الكثير من الكتب النفيسة بعد أن شوهوها كثيراً بحذفهم وإضافاتهم.

 

 

 

 

ابن تيمية وقوله في الإمام علي

 

ابن تيمية قد خطَأ الإمام علي في سبعة عشر موضعاً يرى أنه خالف فيها نص الكتاب ، وقال عنه : إنه كان مخذولاً ، وإنه قاتل للرئاسة لا للديانة وقد ذكر ذلك في كتابه المنهاج(1) ومما قاله (وليس علينا أن نبايع عاجزاً عن العدل علياً ولا تاركاً له ، فأئمة السنة يسلمون أنه ما كان القتال مأموراً به ولا واجباً ولا مستحباً) ويقول (ولا رأي أعظم ذماً من رأي أريق به دم ألوف مؤلفة من المسلمين ، ولم يكن في قتلهم مصلحة للمسلمين لا في دينهم ولا دنياهم بل نقص الخير عمَّا كان وزاد الشر على ما كان ) ، وهو في قوله الأخير هذا لا يقول ما يقوله إلا دفاعاً عن الذين بغوا على الخليفة المبايَع للإستئثار بالحكم في بلاد الشام ؛ فقاتلهم الإمام علي تنفيذا لحكم الله بعد أن أبوا الانصياع إلى الحق لقوله سبحانه {فقاتلوا التي تبغي} .

الهامش:

1. ابن تيمية ، منهاج السنة النبوية (2/203-204)

 

أهل السنة عند الوهابية!

الوهابية الذين حاولوا الهرب من اسمهم هذا فادعوا السلفية ، وادعوا أنهم هم الفرقة الناجية التي يعنيها الحديث ، فردَّ عليهم علماء المسلمين كالعلاّمة محمد سعيد رمضان البوطي(1) وغيره ليبينوا فساد رأيهم.

الإشكال أنك عندما تسمعهم يتحدثون عن السلف يتبادر إلى ذهنك أنهم يتحدثون عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن المؤسف أنهم يقصدون بالسلف ابن تيمية الذي خرج بالأمس القريب ويرون أتباعه هم أهل السنة لا غيرهم ويخرجون أتباع أحمد والشافعي ومالك وأبي حنيفة من هذا الشرف كما أخرجوا قبل ذلك زوراً باقي أتباع المذاهب الإسلامية من ذلك ، ونحن ههنا سننقل هذا الرأي عن زعيم من زعماء الوهابية يوصف بالعقلية والتسامح ، وهو الشيخ محمد بن صالح العثيمين نقلا عن كتاب (مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين) ج3 ، جمع وترتيب فهد بن ناصر السليمان ، ط1، سنة 1412هـ ، طبعة دار الوطن للنشر بالرياض ، وقد وقَّع الشيخ العثيمين الكتاب دليلاً على إقراره بما فيه ، يقول ص 18 وما بعدها : ( نجيب على ما طُلب ، وهو تقسيم أهل السنة إلى طائفتين في مدرستين :

إحداهما : مدرسة ابن تيمية وتلاميذه المانعين لصرف النصوص عن ظواهرها.

الثانية : مدرسة الأشاعرة (2)والماتريدية(3) الموجبين لصرفها عن ظواهرها في أسماء الله وصفاته.

فنقول : من المعلوم أن بين هاتين المدرستين اختلافاً بيِّناً في المنهاج فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته ، فالمدرسة الأولى يقرر معلموها وجوب إبقاء النصوص على ظواهرها فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته ، مع ما يجب نفيه عن الله تعالى ، من التمثيل أو التكييف(4) ، والمدرسة الثانية يقرر معلموها وجوب صرف النصوص عن ظواهرها فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته.

وهذان المنهاجان متغايران تماماً

ثمَّ يقول بعد أن أورد مثالاً يبين فيه تأويل الأشاعرة والماتريدية لليد بالقدرة في قوله تعالى {لِما خلقتُ بيدي}وتجسيم أتباع ابن تيمية لها : (وعلى هذا فيتعين أن يكون وصف أهل السنة خاصاً بهم (أي أتباع ابن تيمية) لا يشاركهم فيه أهل المدرسة الثانية ، لأن الحكم بمشاركتهم إياهم جور ، وجمع بين الضدَّين ، والجور ممتنع شرعاً ، والجمع بين الضدين ممتنع عقلاً)(5)

ويقول ص 21 : ( ولا ريب أن أهل المدرسة الأولى غير المؤولين أحق بالوصف المذكور (أهل السنة) من أهل المدرسة الثانية المؤولين ، لمن نظر في منهاجيهما بعلم وإنصاف)

 

بل إن أدعياء السلفية ونتيجة للعمه الذي يتخبطون فيه فإنهم وصلوا لأبعد من ذلك حيث يطالبون أهل السنة بترك هذه التسمية (أهل السنة والجماعة) وعليهم إن أرادوا النجاة بأن يتسموا بالسلفية !!! وقد ذكر ذلك أحد كتابهم في كتاب له بعنوان (رؤية واقعية ) ص 21 ، وقد رد عليه ليبين عوار رأيه الشيخ خالد بن حامد الأضم العسقلاني في كتابه (الردود السلفية على دعاة السلفية )(6)ج1 في الفصل الثاني (بين السلفية وأهل السنة ) ص25.

ونحن نتساءل إن كان هناك غرور أو تعصب للرأي وللعلماء أكبر من هذا ، فابن تيمية لا يمكن أن يقال بأنه يمثل السلف ؛ فأين هو عن عصر الصحابة ، بل وأي تجديد أتى به حتى تضفى عليه هذه الهالة ، إلا عقيدة التجسيم بطبيعة الحال ؟!

وأي تعصب للحزب أكبر من هذا ، حتى أنهم يطالبون الناس بترك مذاهبهم واتباع رأيهم وطريقتهم ، وكأن الله لم يخلق للناس عقولاً إلا عقولهم ؟!

 

أيها الاخوة إن دعوى اتباع السنة أو اتباع السلف الصالح لا تكون بالأحزاب ولا بالإدعاء ، وإنما هي بالعمل الصالح الذي يطاله كل مسلم يتمسك بأهداب السنة النبوية الشريفة أياً كان المذهب الذي يتعبد الله به .

الهامش:

  1. للأستاذ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي حفظه الله كتاب بعنوان ( السلفية مرحلة زمنية مباركة لا مذهب إسلامي) أثبت فيه ( إن التمذهب بالسلفية بدعة) ، وردَّ فيه على عقيدة التجسيم.
  2. الأشعرية نسبة إلى أبي الحسن بن أبي موسى الأشعري ( ت941م ) له مصنفات كثيرة منها ( الإبانة عن أصول الديانة) و ( مقالات الإسلاميين) و ( اللمع ) و ( رسالة في استحسان الخوض في الكلام) عارض فيها مذهب المعتزلة ، وأيد فيها مذاهب أهل السنة ، تتبعه مذاهب أهل السنة اليوم في أمور العقائد التي أجملها في قوله ( قولنا الذي نقول به ، وديانتنا التي ندين بها ، التمسك بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث ، ونحن بذلك معتصمون ، وبما كان عليه أحمد بن حنبل نضر الله وجهه ، ورفع درجته وأجزل مثوبته - قائلون ، ولمن خالف قوله مجانبون ، لأنه الإمام الفاضل والرئيس الكامل الذي أبان الله به الحق عند ظهور الضلال) ، وهاهم الوهابية اليوم يخرجونه من الانتساب إلى أهل السنة!!.
  3. الماتريدية هم أتباع أبي منصور السمرقندي الماتريدي ( ت944م ) عاصر الأشعري ، والطهاوي ، ودافع عن عقيدة أهل السنة ضد المعتزلة حيث كان عالم من علماء الكلام.
  4. الشيخ من أتباع هذه المدرسة بلا ريب ، وهو مثال جيد على التجسيم فهو يقول في نفس هذا الكتاب ص 41 ، عندما سئل عن إثبات العينين لله فقال : ( ان لله تعالى عينين) ! أليس هذا تمثيل وتكييف وتشبيه لله تعالى الذي ليس كمثله شيء بعباده ، ولا نستغرب أن يقول الشيخ وأمثاله غداً إذا عرفوا أن للذبابة أعين أن يقول بأن لله أعين لأن الله يقول في كتابه {تجري بأعيننا }.
  5. حديث الوهابية عن العقل هنا مضحك ، فهم ما إن يستدل عليهم أحد بدليل عقلي إلا واجهوه بالتشنيع عليه ، فلا مجال للعقل لديهم ، إلا إذا كان فيما يحسبونه لصالحهم!
  6. لأمور نعلمها فإن الناشر لم يذكر في هذا الكتاب ، ولكن ذكرت سنة الطبع 1413هـ.

دوران الأرض يفسد العقيدة الوهابية

 

الوهابية يعيشون في حيرة فكرية ، حيث وصل بهم التناقض إلى أن العلوم العصرية قد تسبب فساداً لعقيدتهم ، فهم معادون لكل علم عصري ، ولو كان الأمر بأيديهم لما تعلَّم مسلمُ في بلاد الحرمين شيئاً من العلوم العصرية ، ولِتعلم ذلك من أقوالهم فهذا نقل حرفي من كتاب (هداية الحيران في مسألة الدوران ) لمؤلفه عبد الكريم بن صالح الحميد ، مطبعة السفير الرياض ، وقد طبع طباعة فاخرة ، ويباع بثمن بخس (5 ر.س)(1) ، وسترون فيه دفاع الوهابية المستميت بأن الأرض لا تدور ، لأن ذلك يفسد عقيدتهم المبنية على تجسيم الله أستغفر الله العظيم وأنه جالس في السماء فوق العرش ، وقد ضللوا الشيخ الزنداني علناً في هذا الكتاب ، وكأنَّ الشيخ عبد المجيد الزنداني حفظه الله وبارك في علمه هو الوحيد الذي يقول بهذا القول(2) ، وإليكم مقاطع من الكتاب ، وأترك ذلك لحكمكم أيها القراء:

من الصفحة (10): (فإن مما عمت به البلوى في هذا الزمان : دخول العلوم العصرية على أهل الإسلام ، من أعدائهم الدهرية المعطلة ، ومزاحمتها لعلوم الدين ، وهذه العلم قسمين (الرجاء عدم مؤاخذة اللغة والنحو فالشيخ وهابي!! ):

القسم الأول:

هو علوم مفضولة ، زاحمت الشريعة وأضعفتها. وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : إن العلوم المفضولة إذا زاحمت العلوم الفاضلة فأضعفتها فإنها تُحرّم.(3)

القسم الثاني:

علوم مفسدة للاعتقاد مثل: القول بدوران الأرض ، وغيره من علوم الملاحدة )

ثمَّ أفصح بأن القول بدوران الأرض يفضي إلى بطلان عقيدتهم فجعل عنوان المقال (القول بدوران الأرض يفضي إلى التعطيل )صفحة (13) والعنوان كاف عن ما يليه من تهريج.

ثمَّ بدأ يتحدث عن علم الجيولوجيا صفحة (25) فقال : (من هنا ضلَّ القوم وأضلوا غيرهم)!!

وقال مضللاً الشيخ الزنداني حفظه الله في صفحة (26):( ولما كان الزنداني ممن غرتهم علوم الملاحدة ، وأرادوا أن يوفقوا بينها وبين علوم الشريعة المطهرة ، ولم يوفقوا ثم يقول قال ابن القيم رحمه الله..) نقول: لكأن كلام ابن القيم فوق كلام العالمين!!

ويقول ص (32): ( واعتقاد دوران الأرض أعظم من اعتقاد تسلسل الإنسان من القرود بكثير) لا تعليق!!

ثمَّ كان العنوان ص(33) كالتالي: (كل دليل من الكتاب والسنة على دوران الأرض فهو تأويل باطل) ولكنه لم يذكر آية واحدة ولا حديثاً نبوياً ، وإنما كان الدليل قال شيخ الإسلام !

وقال في ص (36) تحت عنوان ( ماذا يعني القول بدوران الأرض) (هذا الاعتقاد ليس مقصوداً لذاته ، وإنما هو مقصود لغيره ، إذ هو حلقة من سلسلة تبدأ من التعطيل وتنتهي إليه ، ومُعتقِده يلتزم من أجله لوازم في غاية الخطورة ، حيث يلتزم أن ما فوق الأرض من كل جانب فضاء لا نهاية له .)

ونقول : أيها الناس لقد حكم هؤلاء القوم ببطلان عقيدتهم ، فدوران الأرض وكرويتها هل أصبح اليوم يحتاج إلى دليل؟!

ملاحظة: كبيرهم الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز يرى أيضاً هذا الرأي ، فهو ليس بنشاز.(4)

ولقد تجرأ الكاتب ص (41-45) وبكل وقاحة على رجل بذل روحه رخيصة في سبيل الله ، إنه صاحب (معالم على الطريق) شهيد الإسلام سيد قطب ، وإن يدي لا تستطيع الخوض في ما كتبه هذا الجريء على أعلام الإسلام ،وقد ألفَّ كتاباً آخر سماه (إنارة الدرب لما في تفسير قطب من آثار الغرب) فإنا لله وإنا إليه راجعون ، وسبحان من ابتلى المسلمين باستيلاء اليهود على بيت المقدس ، وهؤلاء على الحرمين الشريفين .

أيها الاخوة إنني أحس بألم شديد يعتصرني على جرأة هؤلاء على أعلام الأمة ، الأحياء منهم والأموات ، ولكنني عندما أذكر جرأتهم على الله بتجسيمه ، وتشبيهه بخلقه يهون عليَّ ما نلقاه نحن البشر ، من كل المذاهب الإسلامية ، وأنا موقن بنهاية هؤلاء قبل انتهاء النفط فالله سريع العقاب ، والله أكبر ، والنصر للإسلام.

الهامش:

  1. الكتب الوهابية أغلبها مدعوم كي تنال أفكارهم العقيمة أكبر قدر من التسويق والنشر .
  2. الوهابية يرون ضلال أغلب المفكرين الإسلاميين أصحاب اليد الطولى في العلوم العصرية الحديثة كابن سينا وابن رشد ، وهذا يذكرنا بالكنيسة في أوربا إبان الثورة الصناعية حيث حكموا بكفر جاليليو القائل بدوران الأرض!
  3. ونقول: سبحان الله إنهم يرون العلم يتصادم مع الشرع وهذا اعتقاد أهل الكنيسة تماماً في نصرانيتهم ، وكما ترى فإن دليلهم ليس قرآناً ولا سنة بل قول أحد أساطينهم!
  4. لقد ذكرنا في موضع آخر بهذا الكتاب قول ابن باز في دوران الأرض وأن من يقول به فهو مرتد يستباح دمه وماله فيء لبيت مال المسلمين !، أما العثيمين الأكثر تفتحاً فإنه ينصح مدرسي مادة الجعرافيا بعدم تدريس دوران الأرض للطلبة ( المرجع : مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ، ج 3 ، فتوى رقم 428 ، ص 153)

 

الإسفاف الفكري عند الوهابية

ليس بغريب أن يتميز من يحارب العقل بالإسفاف الفكري ، وهذا حال الوهابية ، حيث أضفوا على كتابات ابن تيمية وأشياعه هالة القداسة ، وأنها هي المنهج السلفي الحق الذي يجب اتباعه ، ولا يجوز إعمال العقل فيما قالوه فهو الحق الصراح الذي يجب التسليم له ، وإن قال بفناء النار ، لذلك فترى الوهابية اليوم يهاجمون علماء المسلمين بكل ما أوتوا من قوة في كتاباتهم التي سخروها لهذا الغرض لا غير ، دفاعاً عن كلِّ باطل يتبنونه ، وإن كان بأساليب غاية في الركاكة والإسفاف ، ومن هؤلاء الدكتور صالح بن فوزان الفوزان الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، حيث هاجم العلامة الأستاذ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي الذي عرفه العالم الإسلامي بقوة حجته ، وإخلاصه في الدعوة ، ومن فاته قراءة مؤلفاته القيمة ، فبالتأكيد لم تفته مواعظه ودروسه الإعلامية ؛ كبرنامجه الدعوي الشهير (يغالطونك إذ يقولون) الذي يرد فيه على الملاحدة وأمثالهم بالحجة البينة والبرهان الناصع .

العلامة البوطي كتب كتاباً بعنوان (السلفية مرحلة زمنية مباركة) بين فيه أن الوهابية ما هربوا إلى هذه التسمية إلا بعد أن سئموا تسميتهم الأولى (الوهابية) ، ودافع عن كثير من علماء المسلمين الذين يصفهم الوهابية بالضلال كالعلامة الكوثري ، والقشيري ، ومحمد علوي مالكي ، وبين شيئاً من ضلالات ابن تيمية بأسلوب مهذَّب علمي ، فما كان من الدكتور الفوزان إلا أن انبرى للرد عليه في كتيب له بعنوان (نظرات وتعقيبات على ما في كتاب السلفية لمحمد سعيد رمضان .. من الهفوات)(1) وهذه عادة الوهابية فمكتباتهم ملآى بالتعقيبات بالشتم لعلماء المسلمين ، فاتهم العلامة البوطي بأنه لم يقرأ التاريخ ص72 ، وأنه لا يحترم ما يقول ص 73 ، ولكي نعلم الإسفاف الفكري عند هؤلاء ولنبين للناس جلياً مَن الذي لا يحترم ما يقول فإننا سنتعرض للمنهج العلمي عند هذا الأستاذ الجامعي في الرد حيث يقول:

ونحن نقول أي منهجية علمية هذه التي ترفض أقوال العلماء ولا ترى فيها حجة ، فهل الحجة في الفريق الذي تنتمي إليه أم في البرهان العلمي الذي تثبته ، فإذا كان الإمام الترمذي (2)والبيهقي وابن حجر - الذي كانت جريمته التأثر بمذهب الأشاعرة والذي تنتمي إليه مذاهب أهل السنة في العقيدة - ، والخطابي وغيرهم من علماء المسلمين لا تؤخذ أقوالهم في العقائد فمَن الذي تؤخذ أقواله؟

نحن نعلم الجواب الوهابي ؛ إن من يجب أخذ قوله بالقبول لديهم هو ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وأتباعهم ، وليُضرب بأقوال باقي علماء المسلمين عرض الحائط ، فالفوزان يرى أن العقيدة يجب أن تؤخذ من كتب الحشوية نحو الكتاب المنتحل (كتاب السنة لعبد الله بن الإمام أحمد) ص 17 (3)

ويدافع الفوزان بباطل في كتابه هذا عن عقيدة فناء النار (4)وأنها ليست بدعة بغضِّ النظر عن صحتها (ص 49) لأنها نابعة من الكتاب والسنة على حدِّ زعمه !! سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم.

على كل حال فإن إسفاف أدعياء السلفية الفكري أصبح يتحدث به الرائح والغادي ، حيث أن كتاباتهم جامدة على محور الشرك المتمثل بعبادة القبور على حدِّ زعمهم ، ولا مساهمة لهم في بعث الأمة الحضاري ، إلا الهجوم على أقطاب هذا البعث بطبيعة الحال - كالهجوم على الإمام محمد عبده وحسن البنا وسيد قطب ومحمد الغزالي وغيرهم ، ونحن عندما نتحدث عن إسفافهم الفكري فإننا لا نبني أحكامنا على خطبائهم وصغار كتابهم ، بل نتحدث عن كبار العلماء والأساتذة الجامعيين لديهم ، واقرأ إن شئت كتابات الدكتور عمر الأشقر الذي يعيش في بيئة علمية متفتحة ، ولكن انتمائه الوهابي أبى عليه إلا الانغلاق ، فترى كتاباته هزيلة متهالكة ، لا يقوم لها ميزان في سوق العلم.

 

الهامش:

  1. النسخة التي بين أيدينا هي الطبعة الثانية ، 1411هـ ، دار الوطن للنشر بالرياض.
  2. اقرأ موضوعنا التالي : الوهابية وتضليلهم للإمام الترمذي
  3. لتعلم كذب نسبة هذا الكتاب لابن الإمام أحمد وما فيه من الترهات ، فما عليك إلا مراجعة مقالنا : من كذب الحشوية
  4. اقرأ موضوعنا : ابن القيِّم الشفيق بإبليس

 

 

 

 

الحشوية وتضليلهم للإمام الترمذي

 

قال الخلاّل في سنته التّالفة ج1 ص243 عـن الإمام الترمذي صاحب السنن : ( وقال محمد بن يونس البصري : إن هذا الرجل المعروف بالترمذي قد تبيّن لنا ولأصحابنا بدعته وإلحاده في الدين ، وردّ الآثار التي يحتج بها على الجهمية … … الخ ) .

وقال ناقلاً : إن هذا الترمذي الجهمي الرّاد لفضيلة الرسول صلى الله عليه وسلم … الخ ) .

وقال ص237 : وقال أبو علي إسماعيل بن إبراهيم الهاشمي إن هذا المعروف بالترمذي عندنا مبتدع جهمي … ومن رد فضيلة الرسول صلى الله عليه وسلم فهو عندنا كافر مرتد عن الإسلام .)

 

والآن أيها الاخوة المسلمون أتدرون ما هي الفضيلة التي ردَّها الإمام الترمذي ولم يعترف أو يؤمن بها وصار بذلك مبتدعاً ، كافراً ، مرتداً ، ملحداً ، جهمياً ، راداً لفضيلة الرسول صلى الله عليه وسلم عند هؤلاء الحشوية أخزاهم الله ؟!! إنها بحسب زعمهم السقيم - جلوس النبي صلى الله عليه وسلم بجنب الله تعالى على العرش ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ، ورحم الله الإمام الترمذي والله المستعان .