السعودية:
دويلة أهش من البسكويت
أطلقنا
كلمة دويلة على السعودية و هذا هو مصغر دولة
فكيف يكون ذلك لبلد أكبر من حيث المساحة من أي
الدول الأوربية؟مملكة مك سعود لم تكن في
حقيقة الأمر مستقلة القرار منذ ما يسميه
البعض بالتوحيد أي منذ القضاء على الحكام
الذين سبقوهم أي الأشراف الذين في نظرين
آخرهم مأساة على الأمة الإسلامية كلها حين
تكاتف مع الإنجليز للقضاء على دولة الخلافة
العثمانية بينما كان آل سعود يعملون مع
الأنجليز للقضاء على الشريف حسين بن علي
مقابل أن يجعلوا منهم ملوك على ما أسموه
لاحقاً مملكة. و استمر ذلك التعامل و العمل
لصالح ابي إلى ما قبل الفترة الأخيرة من حكم
الشهيد الملك فيصل الذي ارتئى أن مصلحة الأمة
هي في القضاء على الكيان الصهيوني و بتأميم
النفط و بتقنين العلاقة مع الغربيين، فاستفز
بذلك أمريكا فأرسلت من أرداه شهيداً.
و
لا شك أن الملك خالد كان رجلاً صالحاً (و لا
نزكي
على الله أحد) إلاّ أن وليّ عهده كان هو
من بدأ في ذلك العهد عملية أمركة البلاد و
العباد و بمجرد وفاة الملك خالد و أصبح بعدها
فهد ملكاً كشرت تلك السياسة عن أنيابها -حتى
رَأًيّنا التبعية كاملة لأمريكا في حرب
الخليج حين غزا المجرم صدام حسين مشيخة
صغيرة أسمهلكويت وبغض النظر عن رَأْيَنا في
سياساتها الدولية و الاجتماعية- و يستمر
الآن في سياسته البغيضة بالسماح للفضائحيات و
الفضائح بالعمل بشكل بطيئ لكن تسارعي جنباً
إلى جنب مع أمركة كل ما هو مسلم عربي بدوي.
و
مما تقدم و بدون التعمق بالتحليل نقول أن
مملكة مك س هي دويلة لأن قرارها ليس بيدها. و
أمنها بيد أمريكا حيث أنها الدويلة العربية
الوحيدة التي لا تملك جيشاً، بالإضافة إلى أن
اقتصادها أيضاً بيد أمريكا و نقصد بذلك
النفط و عمليات استخراجه، و أرامكو خير دليل.
فلماذا إذاً هي أهش من البسكويت؟ بالتأكيد
أنها منث الدفاع العسكري دويلة ضعيفة كون أنها
لا تملك جيش نظامي، و شبابها لا يؤدون خدمة
التدريب العسكري، و لكن هذه ليست النقطة
التي سأتطرق لها.
ماذا
لو استمر المجرم صدام باتجاه المملكة حين غزا
الكويت؟
الجواب
بكل بساطة: سيغادر ستة ملايين وافد تلك الأراض
و ذلك المساعدات الأمريكية كانت ستأخذ وقت
حتى تصل، و هذا كان سيؤدي إلى انهيار تلك
البلد بلمح البصر.كانت المستشفيات ستتوقف،
حيث معظم الأطباء و الممرضون من الوافدون، و
الأسواق ستتوقف لأن معظم البائعون وافدون.المطاعم
ستتوقف أيضاً لسببسين لأن معظم العاملين ه
الوافدين، و الأدهى أن بعض المطاعم مثل
مكدونالد تأتى بالمواد الخام من الخارج. كانت
النساء ستتوقف عن التسكع حتى منتصف الليل في
الأسواق، لسببين غياب السائقين و غياب
البائعين. الكهرباء ستنقطع و المياه المحلاة
ستنقطع. لن يكون هناك مصلحوا سيارات و أجهزةبائية.المطارات
ستتوقف لأن معظم العاملين في كل المجالات في
المطارات عدا قطاع الأمن من الوافدين، و
سيتوقف جمع القمامة و سيتوقف استيراد الطعام،
بل و الأدهى ستتوقف عمليات تنظيف الحرمين
الشريفين لأن من يقوم بذلك هم الوافدون.
سيختفى البنزين من المحطات لأنأمريكان و
الأوروبيون الذين يستخرجون النفط في شركة
أرامكو سيَنْفُدون بجلدهم.
ماذا
سيكون حال البيوت؟ حيث يوجد مليون و نصف من
العمالة المنزلية و من سيربي الأطفال؟ أو يقوم
بالخدمة؟ و الطبخ بالمنازل؟ و جميعنا يعرف أن المرأة السعودية شديدة الكسل حيث تصحو
من النوم عند أذان الظهر و ربما بعده! و المصانع التي و
للأسف تصنع أشياء استهلاكية بحتة بترخيص من
أجنبي أيضاً ستتوقف لأن العمال وافدين و
المواد الخام تأتي من المصانع الأساسية في
الخارج. كانت البلد ستنهار لأن الأغنياء و
الأمراء سَيُهَرِّبون الأموال التي سرقوها
على مدى السنوات و يَهْرُبون بأنفسهم إلى
الخارج تاركين المواطن العادي للمصير
المحتوم.
و لو استمرينا على هذا النهج من السرد سنرى أن البلد بالتأكيد ستنهار لأن الوافدين هم القائمين على كل شيء تقريباً. و لكن بالتأكيد المواطن يعمل شيء؛ و الجواب نعم و لكن مهما كان عمل المواطن حالياً فإنه مقصر بحق بلده بشكل كبير جداً، و معظم أعمالهم تجارية أو مكتبية هي أعمال لا تقيم بنية تحتية لبلده مطلقاً و هذا ما نجح به مك سعود على مدى ما أسموه مائة عام من البناء لم يتم فيها بناء المواطن و للأسف الشديد.ماذا لو حدث الغزو الآن أو لوحدث خلاف مع أمريكا و قامت صديقة اليوم بعمل حصار شبيه بالحصار على العراق؟ سيحدثسردته أعلاه و لكن ستكون المصيبة أكبر لأن الجيل الحالي هو الجيل الذي تربى على أيدي الشغالات و الفضائحيات و السياحة في الخارج والذي على غالبيته و ليس عموميته جيل استهلاكي بشكل منفر.
رغم ما ذًكر أعلاه إلاّ أنني أعتقد أن هناك فائدة و هي أنه نظراً لاختفاء النساء من الأسواق فإن معاكسة الشباب لهم و مواكب السيارات التي يعملونها ستختفي. سيغادرُ البلدَ الأجنبيُ الذي ينفث فساده بشكل بطئ و لكن بتروٍ و ثبات. سيتوقف عرب سات عن العمل لبث الفضائحيات من الرياض. و لكن الأهم قد يفوق المواطن و يصحو من غفوته و يعرف أن البلد التي لا تتطعم نفسها لا خير في أبنائها.
ملاحظة:
كلمة مـك سعود هي باللغة الأرامكوية على وزن مـك دونالد حيث كلمة مك بالأسكتلندية
تعني آل أو عائلة. و القصد هنا أن هذه العائلة تتبع امريكا اكثر من تبعيتها للعرب
يناير 2000